حديث الساعة

هاتف ستيف جوبز…صامت!!!

stev jobs
stev jobs
كُتب بواسطة مشرف الموقع
stev jobs

stev jobs

في مثل هذا الشهر من العام الماضي فقد العالم ستيف جوبز مؤسس شركة آبل العالمية عن عمر يناهز 56 عامًا بعد أن خسر معركته الطويلة مع مرض السرطان الذي لم يجد له علاجًا ضمن علاجاته الكثيرة لمشكلات التكنولوجيا. لم يكن من السهل على محبي جوبز تصديق نبأ وفاة هذا العبقري صاحب الكاريزما التسويقية منقطعة النظير الذي كرس حياته لعمله واختراعاته التي أبهر بها العالم من اقصاه إلى أقصاه….لدرجة دفعت بعض الباحثين الأمريكيين إلى اعتبار “التفاحة” ديانة من الديانات.

غضب البعض من حجم الحزن الذي كسى العالم – التقني والغير تقني – بعد وفاة الرجل ورأوا أن فيه بعض المبالغة، إلا أن الرجل يستحق الحزن بالفعل فنحن لا نتكلم هنا عن رجل يرجع له الفضل في اختراع جهاز أو جهازين أحبهما الجمهور وتعلقوا بهما، بل نتحدث عن رجل سجل ما يقرب من 338 براءة اختراع وظل هو كلمة السر وراء النهضة التكنولوجية الغير مسبوقة في عالم تقنيات الكمبيوتر والهواتف النقالة، وأحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة والعالم.

ولد جوبز في سان فرانسيسكو عام 1955 لأب سوري يعمل استاذا في العلوم السياسية في إحدى الجامعات الأمريكية وأم أمريكية. لمع نجم جوبز خلال أواخر السبعينيات من القرن الماضي، ثم بدأ في الخفوت مع هجوم المرض.

اختراعات كثيرة تذكرنا بستيف جوبز مثل الماكنتوش والآي بود والآي فون والآي باد، وكلها تحمل بصمات يديه. كان الماكنتوش هو بداية دخول أجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى البيوت وبداية البرامج ذات الوجهات الرسومية وبالتالي بداية عصر الويب والمواقع الالكترونية…وله الفضل في قراءتك لهذه المدونة الآن.

كان عمر جوبز 21 عامًا حينما قدم جهاز الماكنتوش…التحق بعدها إلى نادي المليونيرات حيث كون ثروة بعد طرحه جهاز آبل 2 عام 1977 الذي باع أكثر من 5 ملايين نسخة …وكان أول جهاز كمبيوتر شخصي تبلغ شهرته الآفاق.

لا يتسع المقام هنا لنتحدث بالتفصيل عن كل اختراع أو منتج أو تطبيق جاء به ستيف جوبز…فالأمر يحتاج إلى شرح طويل…فكل اختراع أو تطبيق وصل إلينا بسهولة ويسر بعد أن أخذ من مخترعه الكثير من الجهد والعمل لينفذه على نحو يناسب استخدامات المستهلكين، ويلبي احتياجاتهم. فقد أعجب الجمهور بجهاز الآي بود – على سبيل المثال – ليس فقط لجودته ولكن أيضًا لجماله…هذا الجهاز الذي أصبح في وقت قياسي المرجع الرئيسي والمفضل وربما الوحيد لعشاق الموسيقى أمثالي. باع الآي بود ملايين النسخ في مختلف دول العالم واشتراه 50 مليون شخص في 3 سنوات…ووصل إلى كل بيت حتى أصبحت ربة المنزل العادية تعرف من هو ستيف جوبز.

كان الآي بود بمثابة قبلة الحياة لشركة آبل، كما قاد قصة النجاح الكبرى لستيف جوبز وشهرته على المستوى العالمي.

ثمة مخترعين كثر حول العالم هنا وهناك يعملون في نفس المجال، لكن الفرق هو أن ستيف جوبز لا يحب أن يسلك الطرق المطروقة، ولا أن يشرب من الماء المباح…يذهب بخياله بعيدًا ليأتي بكل ما هو جديد، وبكل ما هو غير متوقع…اختراعات سابقة لأوانها دائمًا مثل الماك والآي بود…تجعلنا نقول إنها هبطت على عقل ستيف جوبز من كوكب آخر!!!

لا نحزن لفقدان هذا الرجل فحسب بل لفقدان هذه العقلية الغير عادية وطريقة التفكير التي لولاها لكان العالم أشبه بما كان عليه قبل عقدين أو ثلاث.

فور الاعلان عن وفاة جوبز تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادقات عزاء ونحيب افتراضية تأثرا برحيل الشخصية الفريدة التي أبهرت العالم في مجال الاتصالات والتكنولوجيا والتواصل…ومع الضغط الغير مسبوق على المواقع الاجتماعية بملايين الرسائل في الثانية الواحدة…توقفت تلك المواقع لبعض الوقت.

لاتزال كلمات جوبز تلقى رواجًا كبيرا في عالم المعلوماتية…أبرزها كلمة “one more thing” التي كان يرددها في محاضراته دائمًا.

كان الرجل قويا في عمله ومخلصا له، تغلب على أغلب المشكلات التكنولوجية، ووجد حلولا للعديد منها تاركا وراءه الآي فون والآي باد على ما هما عليه الآن…ليبقى العالم متصلا دائمًا…أما جوبز نفسه فقد أصبح خارج النطاق بعد أن صمت هاتفه للأبد.

لكن عمالقة الصناعة لا تتوقف إنجازاتهم على شخص بعينه…فلم تبد شركة آبل مختلفة للوهلة الأولى مع غياب الرجل…ولم تغلق أبوابها بعد وفاته، ولم تعلن الافلاس، ولم ينتحر أصحاب جوبز ورفاقه الذين عملوا معه كما انتحر بعض المصريين عند وفاة العندليب…بل إن الشركة ظلت رائدة في مجالها وارتفعت قيمتها بعد صعود سهمها بمعدل 75% خلال عام واحد من 346.2 مليار دولار في 4 أكتوبر عام 2011 إلى 619.9 مليار دولار حاليًا…لتصبح أكبر الشركات العالمية المدرجة من حيث القيمة السوقية بعد أن باعت المزيد من الآي باد والآي فون.