ظهرت مؤخراً الحاجة الملحة إلى استخدام اللغة العربية على الإنترنت بما في ذلك عناوين الإنترنت الحرفية، والتي تعرف بأسماء النطاقات (domain names). وعلى ذلك فقد قامت عدة شركات بتقديم حلول لاستخدام اللغة العربية للترميز لعناوين مواقع الإنترنت، ولكن معظمها كانت لديه بعض التوجهات اللغوية الخطيرة مثل معاملة الهاء في نهاية الكلمة والتاء المربوطة على أنها حرف واحد، وهذا خطأ جسيم في اللغة العربية ولا يمكن تقبله بحال من الأحوال. ولذلك ستعرض هذه الورقة بعض المسائل اللغوية ذات العلاقة بأسماء النطاقات ومناقشتها وعرض لنتائج مسح استبياني. وقد تم تحديد المحارف العربية التي يجب دعمها في أسماء النطاقات ومنها: الحروف الهجائية: من “ء” إلى “ي”، والنقطة “.”، والشَرْطَة “-“، والأرقام العربية: من “0” إلى “9”، والأرقام اللاتينية: “0” – “9”، وما سوى ذلك فغير مسموح استخدامه في أسماء النطاقات العربية.
مع اتساع انتشار شبكة الإنترنت حول العالم وكثرة استخدامها في مجالات كثيرة من الحياة أضحى الاعتماد عليها شيئاً أساسياً في تطور الشعوب والأمم ولكن تبقى اللغة عائقاً يقف في وجه انتشارها في البلدان غير الناطقة باللغة الإنجليزية، خاصة الدول العربية، إذ إن الكثيرين يجدون صعوبة في التعامل مع اللغة الإنجليزية المهيمنة حالياً على الإنترنت. وتعتبر نسبة توغل الإنترنت من المؤشرات على تطور الدولة اقتصادياً وتقنياً، ويبلغ مقدار التوغل في البلدان العربية حسب تقرير موقع عجيب بحوالي 1.4% [1]، وهذه النسبة متدنية جداً. ولذلك تسعى الدول جادةً لزيادة أعداد المستفيدين من شبكة الإنترنت. وهنا تبرز أهمية إيجاد الحلول و التقنيات اللازمة التي تمكننا كعرب من الاستفادة القصوى من الإنترنت، ومن ذلك تعريب الإنترنت وزيادة المحتوى العربي فيها، ويشمل ذلك تعريب أسماء المواقع وهي وسيلة الوصول إلى المعلومة ويتم ذلك باستخدام اللغة العربية لكتابة عناوين مواقع الإنترنت والتي تعرف بأسماء النطاقات (domain names). فاسم النطاق هو عبارة عن عنوان حرفي مكون من مقاطع تفصل بينها نقاط ويميز جهازاً أو موقعاً على الإنترنت، مثل (www.kacst.edu.sa).
يعد استخدام أسماء الإنترنت باللغة العربية من باب تشجيع المستخدم العربي على استخدام الإنترنت وكسر حاجز اللغة، حيث يعد استخدام اللغة العربية لأسماء المواقع من الأساليب التي تسهل الوصول إلى المواقع. ونحن نعلم أن تعريب المحتوى يعتبر خطوة جيدة، ولكن حتى تكتمل الفائدة فلابدّ أيضا من استخدام العنوان باللغة العربية حتى يتمكن المستخدم العربي من الوصول إلى المحتوى العربي. وحيث إن التوجهات الحالية منصبّة حول الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، لذلك فإن الجهات سواءً كانت حكومية أو تجارية والتي لديها الرغبة في تطبيق الأعمال الإلكترونية في البلدان العربية لا بد لها من مخاطبة المواطنين والمستهلكين بلغتهم وأن تجعل مواقعها على الإنترنت في متناول من لا يحسن اللغة الإنجليزية.
عليه فإن المطلوب تمكين المستخدم العربي من استخدام لغته العربية من بدء تشغيل جهاز الحاسب حتى الوصول إلى أي معلومة على الإنترنت. ولكن توجد حاليا مشكلة تحد من استخدام اللغة العربية. تنحصر في أن الوضع الحالي يفرض على المستخدم العربي حينما يود الوصول إلى المواقع وخاصة العربية منها أن يدخل عنوان الموقع بالأحرف اللاتينية حتى وإن كان المحتوى باللغة العربية، وهذا يعد من المعوقات الرئيسية لانتشار الإنترنت في العالم العربي، لذلك كان من البديهي الحاجة إلى تعريب أسماء المواقع بحيث يتمكن المستخدم العربي من استخدام اللغة العربية للوصول إلى المعلومة بيسر وسهولة.
تعد هذه الحاجة ليست خاصة باللغة العربية فقط ولكن لمعظم اللغات العالمية الحية، حيث أن الازدياد المتوالي في أعداد مستخدمي الإنترنت وسط الأمم غير الناطقة بالإنجليزية، وزيادة المواقع المكتوبة بلغاتها المختلفة، دفع العديد من الجهات في مختلف أنحاء العالم للبحث عن حلول وتقنيات تجعل من استخدام عناوين الإنترنت بلغات مختلفة مطلباً عالميًا. وقد دلت الإحصائيات على هذه الزيادة حيث بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت الناطقين باللغة الإنجليزية إلى المستخدمين غير الناطقين باللغة الإنجليزية عام 1996م 1:4 بينما وصلت إلى 5:3 عام 2002م.
وتهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على المسائل اللغوية التي أثيرت حول استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات وعرض نتائج الاستبيان والتوصيات الخاصة بذلك.
تحميل الدراسة
http://www.megaupload.com/?d=CJI10EH6