هذا الفيلم الوثائقى القصير يرصد كيف تخطط مدن أوروبا لما سيكون عليه شكل مدنهم فى الأعوام القليلة القادمة , نحن لا نريدك أن تشاهد هذا الفيلم بعقلية الفضول لرؤية المستقبل القريب لديهم . ولكن يجب أن تشاهده وأنت تسألك نفسك … أين نحن ؟.
كيف تدار بلادنا ؟ .. ما هى أولوياتنا ؟ .. هل لو تركنا الأمور تسير كما هى الأن سنكون أفضل حالاً غداً ؟ أم سنبقى على حالنا .. أم إننا ذاهبوا للأسوأ ؟.
المراكز البحثية :
قارن أولاً بين عدد المراكز البحثية والتجريبية ومعامل الإختبارات والتطوير, ستصعق من الفارق المهول, الحكومات لديهم ترصد الكثير لبناء هذه المراكز البحثية .. وعندنا .. أمر مخزى. ولكن ليس الحكومات فقط هى العامل الحاسم فى هذا الأمر, فدول العالم ( المتقدم ) والذين يقودون العالم وليسوا أتباع ثقافة البحث العلمى لديهم تختلف تماماً عمّا لدينا , يوجد فى أغلب الشركات ما يسمى إدارة ( R&D ) .. إدارة يصرفون عليها ببذخ … أنها إدارة البحث والتطوير.
يعد القطاع الحكومي الممول الرئيس لنظم البحث العلمي في الدول العربية، حيث يبلغ حوالي 80٪ من مجموع التمويل المخصص للبحوث والتطويرمقارنة بـ3٪ للقطاع الخاص ، و7٪ من مصادرمختلفة. وذلك على عكس الدول المتقدمة وإسرائيل حيث تتراوح حصة القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي في اليابان ما بين 70٪ ، و52٪ في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية . !!
ولكن المقارنة هذه ستكون ظالمة بكل تأكيد .. لأن الأمر ليس بالعدد .. فقارن بين مركز بحثى واحد فى وطننا وأى مركز أخر بالعالم “المتحضر” وسيزداد حزنك وألمك. الميزانيات التى ترصد له بالكاد تكفى المرتبات التى هى بالأساس ضعيفة !! . أما مهام وفاعليات المركز نفسه فلا يوجد ميزانية لها .. أى إننا صنعنا مبانى خاوية على عروشها.
وتؤكد إحصائيات اليونسكو لعام 1999م ، أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي في مصركانت 0.4 ٪ ، وفي الأردن 0.33٪، وفي المغرب 0.2٪ ، وفي كل من سوريا ولبنان وتونس والسعودية 0.1٪ من إجمالي الناتج القومي . أما إحصائيات سنة 2004م ، لنفس المنظمة العالمية تشير إلى أن الدول العربية مجتمعة قد خصصت للبحث العلمي ما يعادل 1.7 ملياردولارفقط ، أي ما نسبته 0.3٪ من الناتج القومي الإجمالي .
إسرائيل
أن المؤسسات العلمية اليهودية قامت في فلسطين قبل قيام دولة اسرائيل ، فقد انشئ معهد اسرائيل للتكنولوجيا في فبرايرعام 1925 ، أي قبل 23 سنة من اعلان الدولة التي كان أول رئيس لها عالم بارزفي الكيمياء هوحاييم وايزمان ، وكان ألبرت اينشتاين مرشحا لهذا المنصب لكنه اعتذر، ووعد بمساعدة اليهود بعلمه لا بجلوسه في منصب شرفي على قمة السلطة.
نلاحظ أن معدل إنفاق الدولة العبرية على البحث العلمي غير العسكري ضعف ما ينفق في العالم العربي ، في عام 1999م بلغ حوالي 9.8 مليارات ، أي ما يوازي 2.6٪ من حجم إجمالي الناتج الوطني ، في عام 2004م ، وصلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في إسرائيل إلى 4.7٪ من ناتجها القومي الإجمالي . في عام 2008، بلغ حوالي 9 ملياردولار.
علمًا بأن معدل ما تصرفه حكومة إسرائيل على البحث والتطويرالمدني في مؤسسات التعليم العالي ما يوازي 30.6٪ من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله ، بينما يصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب ، والمنشآت والصيانة والتجهيزات ، بينما يصرف القطاع الخاص ما نسبته 52٪ من الإنفاق العام على الأبحاث والتطوير .
إسرائيل صغيرة الحجم … قليلة المصادر .. قليلة السكان مقارنة بدول مثل مصر … مكروها من كل الدول التى تحيطها وفى ما يشبه وضع الحرب الدائم !!
حسب مصادراليونسكو فإن عدد الباحثين العرب حوالي 124 ألف باحث ، بينما في إسرائيل هناك 24 ألفا ، وفي مصادرأخرى يقدر عددهم بحوالي 90 ألف عالم ومهندس يعملون في البحث العلمي ، وتصنيع التكنولوجيا المتقدمة ، خاصة الألكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية.
بالنسبة لبراءات الاختراع وهي المؤشرالاكثرتباينا بين العرب واسرائيل، فقد سجلت الدولة العبرية ما مقداره 16805 براءة اختراع ، بينما سجل العرب مجتمعين حوالي 836 براءة اختراع في كل تاريخ حياتهم ، وهويمثل 5% من عدد براءات الاختراع المسجلة في إسرائيل.
وحسب تقاريراليونسكو فان إسرائيل قامت في عام 2008، بتسجيل 1166براءة اختراع ، وهو عدد يفوق ما أنتجه العرب بتاريخ حياتهم وهو 836 براءة اختراع.
أما عن نشرالابحاث العلمية في المجلات العلمية فقد نشرالباحثون الأسرائيليون 138,881 بحث , بينما نشرالعرب حوالي 140,000 بحث. على الرغم من أن عدد الابحاث متقارب, إلا أن جودة ونوعية الأبحاث الأسرائيلية أعلى بكثيرمن الابحاث العربية , وهذا يمكن الاستدلال عليه من عدد الاقتباسات لتلك الأبحاث .
العقلية والثقافة الحاكمة
عندما تقرأ عناوين الأبحاث والدرسات العلمية فى الدول العربية تجد أن معظمها تتحدث عن “كيفية حل مشكلة ما” , هذه المشكلة التى صنعها إننا لم نقم بالدراسة والبحث فى المقام الأول لنتفاداها !! بينما فى هذا التقرير .. نجد أنهم يبحثون عن حل لمشكلة ستحدث , أى قبل وقوعها … هذا هو الفارق
الأن أنت معد تماماً لمشاهدة التقرير … وأنت أجب عن هذه التساؤلات … ماذا نحن فاعلون ؟؟!!
شاهد الفيلم الوثائقي