بات بالإمكان تخزين كل شيء في وقتنا الحاضر. كما أصبح انتشار أجهزة مثل: نظارة غوغل، ممكنا ووشيكا. كذلك الكاميرات الصغيرة في مكان العمل. لكن ما مدى استعداد المؤسسات لهذه الأجهزة؟ وما هي السياسات التي ستتبعها في هذا المجال؟ وما آثار ذلك على الإدارة والموظفين؟
من وجهة نظر الإدارة:
إن إمكانية استخدام المديرين لجهاز تسجيل صوت أو فيديو، يمثل نقلة نوعية في أسلوب مراقبة الموظفين عن كثب؛ إذ سيصبح من الممكن تسجيل كل اجتماع ومحادثة بين المدير وموظفيه. لكن هل يصب هذا في مصلحة الإدارة (أي دفع الموظفين لإظهار أفضل ما لديهم بشكل دائم)؟ أم أنه انتهاك كبير للخصوصية؟ إن الكثير من النقاشات بين الإدارة والموظفين، تنتهي دائما بتقديم كل طرف شهادته حول قصة ما، لتتمكن الإدارة بعد ذلك من تخمين الحقيقة. لكن ذلك يبقى في نهاية المطاف مجرد تخمين. لذلك فإن التسجيل المستمر للأحداث والمعلومات، قادر على تغيير مثل هذه المشكلات.
من وجهة نظر الموظف:
كما هو الحال لدى المديرين، فإن استخدام الموظفين لمثل هذه الأجهزة، لتوثيق الانتهاكات التي قد ترتكبها الإدارة بحقهم، سيساعدهم في حل الخلافات. ولكن هل سيدفع ذلك الإدارة إلى اتباع معايير أكثر تشددا؟ وهل سيعمل المديرون على تغيير أسلوبهم الإداري عند معرفتهم بأن أفعالهم جميعها مسجلة؟
من وجهة نظر الموارد البشرية:
ما الذي قد يعنيه استخدام هذه الأجهزة لدى قسم الموارد البشرية، الذي سيكون محوريا في تطوير السياسات التنظيمية في هذا المجال؟ ولأنه الطرف الذي يعمل في أغلب الأحيان على حل الخلافات بين الإدارة الموظفين، فإن استخدام هذه الأجهزة قد يساعد كثيرا في ذلك. فالتسجيل قد يصبح طريقة فعالة جدا للفصل في النزاعات الكبيرة في مكان العمل. أم سيطالب قسم الموارد بتحديد استخدام نظارة غوغل وغيرها في مكان العمل؟
ليس هناك أدنى شك بأن التكنولوجيا التي تقوم عليها هذه الحواسيب الذكية، مميزة وفريدة من نوعها، وتحدث الكثير من التغيير المطلوب. وفي مقابل ذلك، قد تجلب هذه الأجهزة الكثير من المشكلات المتعلقة بالقيود والحدود والخصوصية والأخلاقيات.